بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي / القدس المحتلّة

كضابط أمن فلسطيني سابق أقضي حكما من الاحتلال الاسرائيلي بالسجن لمدة ستة أشهر كوني عملت مع الأمن الفلسطيني وأنا أحمل هوية القدس رغم أنّ هناك مثلي أكثر من 1200 مقدسي يعملون مع الأمن الفلسطيني ويحملون الهويّة المقدسيّة وأسماء العديد منهم تظهر على صفحات الجرائد اليوميّة ولكن لا أحد يعترض طريقهم . 

 ومن هذا أفهم أنني أسير عكس التيّار وأقول كلمة حقّ ولأنّي رفضت العمل في الأجهزة الأمنيّة الفلسطينية وفق برنامج التنسيق الأمني المعروف ولأني اليوم لا أملك الصلاحيّات الميدانيّة للعمل الأمني أتوجه للكتابة بين الحين والآخر , والمتابع لما يجري على الساحة المقدسيّة في الأيّام القليلة الماضية وما يتعرّض له المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات اسرائيليّة شبه يوميّة دفعني إلى التفكير بصوت عال ومن على هذه الصفحات لأعلن عن مخاوفي كخبير أمنيّ ومقدسيّ أمام عموم العرب والمسلمين فأنا حقا خائف اليوم على المسجد الاقصى ومتوجّس من الاتفاقيّة الأخيرة للدفاع المشترك بين رئيس السلطة وملك الأردن عن القدس وتحديدا المسجد الأقصى .

فهذه الاتفاقيّة ليس لها أي مبرّر سوى أنّ هناك أمورا تُدبّر بليل... , 

وأدعوا الله السلامة للمسجد الأقصى المبارك كي لا يتكرّر حال المسجد الإبراهيمي في الخليل لأن الاعتداءات الأخيرة من قبل الاحتلال على المسجد الأقصى لم تجد ردّة فعل رسميّة فلسطينيّة ولا أردنيّة موازية ومساوية لحجم الاعتداءات الأخيرة ممّا يدفعنا إلى التساؤل أين هي اتفاقيّة الدفاع المشترك التي لم يجفّ حبرها بعد ؟؟؟ !!!! , كما أنني وخلال السنوات الماضية كنت من الداعمين لكون الأردن مسؤولة عن سلامة المسجد الأقصى المبارك وليس السلطة الفلسطينية لأنّ الأردن دولة ولها وزن معيّن أمام اسرائيل , فهي صاحبة أطول حدود مع الاحتلال .

وشكوكي التي أدعو الله أن تكون في غير محلّها أنّ إشراك السلطة بالمسؤوليّة عن الأقصى ضمن الاتفاقيّة الأخيرة ما هي إلا لتوزيع حمل مسؤوليّة ما !!! ... تجاه الأقصى حيث أنّ ملك الأردن لن يتحمّل وحده مسؤوليّة ضياع أو تقسيم المسجد الأقصى في ظلّ مسؤوليّته عن المقدسات الإسلاميّة وفق اتفاقية السلام  مع اسرائيل , وأنّ الاعتداء وتقسيم المسجد الأقصى في ظلّ مسؤوليتّه هي إيذان بزوال الملك شخصيّا عن عرش المملكة الأردنيّة الهاشميّة وأنّ إدخال أبو مازن والسلطة الفلسطينيّة الحاليّة وهي أوهن من بيت العنكبوت لن تستطيع الوقوف أمام التعدّيات الاسرائيليّة على المسجد الأقصى المبارك ولن تستطيع تقديم أيّ دعم للمملكة الأردنيّة على أرض الواقع ومن هنا أقول أنّ على الأردن والسلطة الإعلان عن قدراتهم لأنّ المثل يقول رحم الله امرئ عرف قدر نفسه , ممّا يوجب عليهم بيان موقفهم الواضح من المسجد الأقصى وأنّ ملك الأردن وأبو مازن يتحمّلان المسؤوليّة شخصيّا عن أيّ اعتداء على الأقصى كما أنّ على ملك الأردن والعائلة المالكة أن يعلنوا اليوم قبل الغد أن أيّ اعتداء على المسجد الأقصى سيؤدي بالأردن حكومة وشعبا إلى إلغاء اتفاقيّة السلام الأردنيّة مع اسرائيل وأنّه لن يستطيع ضبط الحدود معها أمام الغضب الإسلامي العارم الذي سيندلع حتما ضدّ الاحتلال وسيعبر الحدود الأردنيّة بلا شك  .

إنّ احتكار المملكة الأردنيّة مسؤولية المسجد الاقصى وإبعاد الدول الأخرى يؤدّي إلى الاستفراد بالمسجد المبارك , فهي مسؤولية كل المسلمين , وممّا يثير الشكّ في النفوس أنّ ما يجري مخالف للعقل والمنطق الذي يقول أنّه كان على الملك الأردني الهاشميّ أن يعقد اتفاق دفاع مشترك مع قوى إقليميّة قادرة على الدفاع معه عن المسجد الأقصى .. فأين هي مَواطن القوّة في أبو مازن وسلطته لعقد مثل هذا الاتفاق ؟ أليس من الأفضل أن يعقد اتفاق دفاع مع دول قويّة  نوعا ما مثل تركيّا ومصر والسعوديّة والباكستان وغيرها من الدول العربيّة والإسلاميّة , حتى الصومال هي أفضل من السلطة الفلسطينيّة , فأضعفهم أقوى من سلطة أبو مازن ... فلماذا وُلد هذا الاتفاق ؟ ولماذا استُدعي أبو مازن على وجه السرعة وبطائرة أردنيّة خاصّة للذهاب إلى عمّان لعقد هذا الاتفاق الغامض ؟  علما بأنّ تنقّل أبو مازن بسيارته من بيته إلى مقرّ عمله في المدن الفلسطينيّة يتمّ بتصريح من الاحتلال !!! فلماذا تُوافق إسرائيل للمرّة الإولى منذ منع طائرة أبو عمار رحمه الله من التحليق في الأجواء الفلسطينيّة المحتلّة وإدخال طائرة  اردنيّة لنقل رئيس السلطة أبو مازن وما مصلحتها في ذلك ... علما بأنّ اسرائيل تُفشِل وتحارب كلّ عمل من شأنه مسّ مكانتها في القدس والمسجد الأقصى  المحتلّين ... فكيف تسمح لطائرة أردنيّة بالدخول إلى الأجواء لنقل رئيس سيوقّع على اتفاق مشترك مع دولة الأردنّ ليتحّدا ضدّها أمام تعدّياتها المستمرّة على الأقصى ...  

ومن هنا جاء خوفي وخوف العديد من المثقّفين على المسجد الأقصى المبارك ... حمى الله بيته ... وحمى شعبنا المقدسيّ المرابط ...  

إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.

Comments will undergo moderation before they get published.

إغتيال عرفات

كلّ يوم يمرّ دون إجراء فحص لرفات الرئيس الراحل أبو عمّار تتضاءل الفرصة في الوصول لحقيقة اغتياله وإنّ مرور الوقت يجعل من الوصول لها مستحيلا, فمن يعمل على التأخير ومن صاحب المصلحة بإخفاء الحقيقة خاصّة وأنّ الخبراء يقولون أنّه تبقّى أسابيع منذ شهر تموز لعام 2012 ؟


العد التنازلي توقّف
بتاريخ 1-12-2012

هل تعتقد أنّ الطيراوي حصل على ال VIP من اسرائيل مقابل اغلاق ملف التحقيق باغتيال أبو عمّار

نعم - 83.5%
لا - 16.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

هل ينطبق المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" على أبو مازن؟

نعم - 87.5%
لا - 12.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

الأكثر قراءة