بقلم المحامي فهمي شبانة التميمي/ القدس المحتلّة

اسرائيل تتسابق مع الوقت بالإمعان في قتل أهلنا في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة , إنّها تصبّ حقدها على شعبنا  في ظلّ دعم عالميّ لها حيث أصبح الدم الفلسطينيّ مباحا لا قيمة له  , ونحن نقول , لا بأس , إنّ ملّة العدوان واحدة , ولكنّ ما لا يمكن قبوله هو الصمت والتخاذل الذي بدى على سلطة مقاطعة رام الله التي تحاول تحويل البوصلة وتسليط الضوء على مطالبتها الأمم المتحدة نيل الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب ظانّة أنّ مطالبتها هذه تضعها في موازاة من يطلق صواريخ المقاومة على الاحتلال .

هذه السلطة وقبل أسابيع قليلة حينما واجهت هبّة شعبيّة ضدّها اعتراضا على غلاء الأسعار وتأخير الرواتب , سارعت إسرائيل لمدّ طوق النجاة لها بإمدادها بملايين الدولارات حتى تدفع رواتب الموظفين خوفا من سقوط هذه السلطة التي تمّ استيلادها من رحم هذا الاحتلال, وفي المقابل تدفع إسرائيل مليارات الدولارات تكلفة حربها ضدّ غزّة للقضاء على حكومة المقاومة هناك وعلى كلّ أشكال المقاومة فيها لأنّ هذه المقاومة هي وليدة هذا الوطن المسلوب .
إنّ المفارقة بين قيادتي رام الله وغزّة  كبيرة ومتعدّدة فالقائمين على المقاومة في غزّة الصمود ملاحقون من قبل الاحتلال حيث سقط المئات منهم وتناثرت أشلاؤهم وأشلاء أبنائهم والمقرّبين منهم , وروت دماؤهم رمال غزّة , ومع هذا فهم ماضون بالمقاومة لأنّهم حريصون على الشهادة كما يحرص الاحتلال على الحياة , وأمّا القائمون على سلطة المقاطعة في رام الله فقد انغمسوا كما انغمس أبناؤهم في الملذّات , وجمعوا أكبر ثروة ممكنة عن طريق استغلال مناصبهم ومواقعهم في هذه السلطة الفاسدة  .
إنّ الهبّة الشعبيّة في الضفّة الغربيّة التي انطلقت لنصرة أهلنا في القطاع لهي خطوة أولى يجب أن تتبعها خطوات , وكلّ يقدّم ما يستطيع من موقعه , إنّنا كشعب فلسطينيّ ملتحم مع أهلنا في قطاع غزّة ومع كل مقاومة تسعى للخلاص من هذا المحتلّ الغاشم نقول أنّ هذا هو الوقت الملائم لإعلان السلطة عن حلّ نفسها لتثبت لنا أوّلا أنّنا مخطئون بوسمها أنّها مستولدة من رحم الاحتلال وأنّها صنيعته , إنّه الوقت الملائم لنرسل للاحتلال رسالة واضحة بأنّ الشعب الفلسطينيّ بكافّة فصائله ومقوّماته ورغم خلافاته السياسية يقف صفّا واحدا ضدّ الاحتلال .
إنّ إعلان أحد قيادات مقاطعة رام الله بأنّ الوحدة اصبحت الخيار الاستراتيجي جاء منقوصا ومتأخّرا , فالوحدة  الميدانيّة قد تحقّقت بفضل همّة المناضلين وسواعدهم  ولكنّ الوحدة السياسيّة لم ولن تتحقّق إلّا بالإعلان عن حلّ هذه السلطة التي دفعت كل الدول الداعمة للحرب على غزّة مليارات الدولارات للحفاظ عليها  , هذه السلطة التي خُلقت لتنفّذ تعليمات الاحتلال ومصالحه بعد أن تقوم بتغليف هذه التعليمات الاحتلاليّة بغلاف ظاهره وطنيّ , وتسارع هذه السلطة بتخوين وتصفية كلّ من يعارض نهجها مستندة لجبروت الاحتلال وأجهزته الامنيّة .
إنّ الإعلان عن حلّ هذه السلطة سيضع الاحتلال أمام مسؤولياته الأمنيّة والاقتصاديّة والإداريّة , حيث ثبت أنّ وجود هذه السلطة قد وفّرت على اسرائيل مليارات الدولارات التي تحصل عليها من الدول العربيّة لتدفع للموظفين والمؤسّسات الصحيّة والتعليمية وهي بالأصل من مسؤولية الاحتلال الذي ما زال يحتلّ كلّ الضفّة الغربيّة دون استثناء شبر واحد منها .
إنّ حلّ السلطة قد يعيد توجيه مليارات الدولارات التي تدفعها الدول العربيّة والإسلاميّة إلى الوجهة المناسبة , إلى المقاومة التي ثبت حُسن استغلالها للمال الوارد لها في بناء ترسانتها العسكرية لتحرير الأرض الفلسطينيّة ولنا في جنوب لبنان وقطاع غزّة عبرة , فقد ثبت أنّ تحرير الأرض لا يأتي بالمفاوضات ولكن بسواعد أبنائه وأنّ أهلنا في الضفّة الغربيّة مستعدّون لدفع ثمن التحرير بدمائهم وأموالهم ولكن بعد استئصال ورم خبيث أصيب فيه الجسد الفلسطينيّ باتفاقيّة أوسلو .
إنّ حلّ السلطة الفلسطينيّة أضحى واجبا وطنيّا على السلطة القيام به وهذا هو الوقت الملائم لذلك قبل أن تقوم سواعد شبابنا في الضفّة الغربيّة بفرضه على سلطة رام الله .
ورسالتي لإخواني في الأجهزة الامنيّة أن انظروا لهذا الاحتلال الذي قتل بالأمس الشرطي الشهيد رشدي التميمي عن سبق إصرار دون أن يشكّل عليهم خطرا يُذكر , وانظروا أيضا لي فقد اعتقلني الاحتلال بعد أن اكتشفت عددا من عملائهم وتحجّجوا باعتقالي بقانونهم الذي يمنع أهل القدس من العمل في الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة , وتغاضوا في نفس الوقت عن مئات العاملين من القدس في هذه الأجهزة لأنّهم لم يشكلوا خطرا على مصالح هذا الاحتلال  , ولهذا فأنتم كحال شعبكم مستهدفون وإخوانكم وأهلكم من هذا الاحتلال الذي لا يعرف إلّا لغة المقاومة وبدونها سنبقى تحت نير الاحتلال حتى قيام الساعة وستبقى حفنة من الفاسدين تتحكم فيكم وفي مصائركم فلتنحازوا لشعبكم ولتطالبوا معنا بحلّ هذه السلطة الزائلة لا محالة  .

إضافة التعليقات متوقفة حاليا - ترجى المعذرة.

Comments will undergo moderation before they get published.

إغتيال عرفات

كلّ يوم يمرّ دون إجراء فحص لرفات الرئيس الراحل أبو عمّار تتضاءل الفرصة في الوصول لحقيقة اغتياله وإنّ مرور الوقت يجعل من الوصول لها مستحيلا, فمن يعمل على التأخير ومن صاحب المصلحة بإخفاء الحقيقة خاصّة وأنّ الخبراء يقولون أنّه تبقّى أسابيع منذ شهر تموز لعام 2012 ؟


العد التنازلي توقّف
بتاريخ 1-12-2012

هل تعتقد أنّ الطيراوي حصل على ال VIP من اسرائيل مقابل اغلاق ملف التحقيق باغتيال أبو عمّار

نعم - 83.5%
لا - 16.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

هل ينطبق المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" على أبو مازن؟

نعم - 87.5%
لا - 12.5%
التصويت لهذا الاستفتاء منتهي

الأكثر قراءة